vendredi 29 mars 2013

شنتو


شنتو
من
شنتو أو شنتوية (بـاليابانية: 神道): ديانة ظهرت وتطورت في اليابان. لم تعرف ديانة الشنتو -والتي تركت أثرا بالغا في التفكير الياباني- طريقها إلى الانتشار على غرار الديانات الأخرى. ليس لهذه الديانة تعاليم محددة، الشيء الذي جعلها تنفتح على العادات الدينية الأخرى بدون أن تؤثر هذه في خاصيتها وتأصلها الفريدين. الشنتو والتقاليد التي تلازمها ظلت دائما متواجدة في مظاهر الحياة اليومية اليابانية.
يصعب وصف الديانة الشنتوية لأنه وعكس كل الديانات الأخرى، لا يعرف لها مؤسس ولا معتقد تقوم عليه، لا يمكن أن نعرفها إلا عن طريق مجموعة من العادات والممارسات. عبر التاريخ نشأت وتطورت عدة فرق وطوائف تدعي كلها الانتماء إلى عقيدة الشنتو الأولية، ولكن أي من هذه الطوائف لم ينجح في أن يفرض نظرياته وادعاءاته.

التسمية
تم اشتقاق اللفظ "شنتو" (ويكتب باليابانية: 神道) من اللفظة الصينية للكتابة السابقة، وبما أنه يتم قراءة أغلب الحروف الصينية بطريقتين (الطريقة الصينية الأصلية والطريقة اليابانية المحلية)، فإن الكتابة السابقة يمكن أن تقرأ أيضا -على الطريقة اليابانية-: "كامي نو ميشي" -ومعناها طريق الآلهة-، ظهر اللفظ لأول مرة في مخطوطة "أخبار بلاد اليابان" أو "نيهون شوكي" (日本書紀) ح 720 م. ويظهر أنه قد استُعمل منذ فترة أزوكا لتمييز العادات والطقوس التي عرفتها البلاد قبل إدخال البوذية.
العهود القديمة
لازلنا إلى الآن نجهل الكثير على فترة الشنتو التي سبقت دخول البوذية إلى اليابان، رغم أن بعض الحفريات توصلت إلى العثور على بعض المستلزمات التي تدل بدون شك على وجود عادات وطقوس روحانية وسحرية تعود إلى فترة جومون.
هذه الطقوس القديمة يبدو أنها ترسخت أثناء فترة يايوئي مع دخول تقنية زراعة الأرز إلى اليابان. تطورت بعض الطقوس المصاحبة لزراعة الأرز مع التقويم الزراعي، تقوم على إحياء هذه الطقوس بعض النساء من العرافات (الشامانيات) واللاتي كن يقمن بالوساطة مع العالم الآخر كما يتنبأن بالحوادث المستقبلية. كانت العرافات تتمتعن بسلطة كبيرة، ثم تناقصت هذه مع بداية توحيد البلاد وهيمنة مملكة ياماتو.
في القرن الـ5 للميلاد، وأثناء فترة كوفون، صاحبت مرحلة تشكل وتنظيم السلطة الجديدة في البلاد، ظهور طقوس جديدة،، وضعت لكل مرحلة من مراحل حياة الإنسان طقوس معينة (الولادة، الرشاد، الوفاة). أهم هذه الطقوس تلك المتعلقة بالوفاة، كانت جنازة الأعيان تتم وفق طقوس معقدة وطويلة، ومن أهم الشواهد على هذه الطقوس الآكام الكبيرة من التراب التي اتخذت قبورا لهؤلاء الأعيان والتي لا زات ماثلة ليومنا هذا.
]النصوص الأولى
http://bits.wikimedia.org/static-1.21wmf12/skins/common/images/magnify-clip-rtl.png
بعض من النسوة يسحبن الـ"أومي كوجي" (おみくじ) أو أوراق البخت في "مزار كسغا" الشنتوي في اليابان
لا يوجد مؤسس معروف لديانة الشنتو، كما لاتوجد كتابات مقدسة. تقوم أعراف هذه الديانة على مجموعة من الأساطير، الحوليات والأشعار: الـ"كوجيكي" (古事記) أو "وقائع الأحداث القديمة" ح 712 م والـ"نيهون شوكي" (日本書紀) أو "مدونات بلاد اليابان" ح 720 م، والتي تروي القصة الأسطورية لنشأة بلاد اليابان، كما تقوم بسرد نسب العائلة الإمبراطورية. بالإضافة إلى ذلك توجد العديد من الكتابات الأخرى على غرار "نوريتو" أو "الأحجار"، وبعض الأشعار الواردة في الـ"مان يوشو" (万葉集) أو "مجموعة العشرة آلاف ورقة" ح 760 م والتي قامت كلها بسرد العادات الدينية لليابان أثناء تلك الفترة.
هذه النصوص والكتابات وضعت بعد دخول البوذية البلاد. رغم محاولتها تقديم شهادات حية على عقيدة الشنتو الأصلية، إلا أنه لا يمكننا من خلالها العثور على كيفية تطور هذه المعتقدات. في الحقيقة جاءت هذه الكتابات وغيرها كردة فعل منظمة وموحدة مع دخول البوذية البلاد، كان هدفها إثبات صلاحية وتوافق معتقدات الشنتو في مقابل أو مع ما تدعو إليه البوذية. لم يكن البحث في تطور هذه العقيدة هدفها
]العقيدة
على عكس الديانات التوحيدية الأخرى، لا يوجد في الشنتوية تعريف للمطلق، لا يمكن لأحد أن يدعي الصواب المطلق ولا الخطأ المطلق، الناس في طبيعتهم غير معصومين من الخطأ. تعتبر الشنتوية من هذه الناحية ديانة متفائلة، حيث تفترض أن الإنسان كائن طيب في الأساس، وأن الشر يقع نتيجة تدخل الأرواح الشريرة، وتنحصر أغلب العبادات الشنتوية في إبعاد هذه الأرواح الشريرة عن طريق تنقية النفس، الصلوات وتقديم القرابين للـ"كامي".
ليس لعقيدة التوحيد مكان في الشنتوية، فبسبب تعدد المظاهر التي يمكن أن تتجلى فيها القوى الإلهية، ربط اليابانيون بين كل ظاهرة وآلهة معينة، وأعداد الكامي لا يمكن حصرها، ويكن لأي شخص أن يعين آلهته الخاصة. لا يوجد في الشنتوية حياة بعد الموت، يعتبر جسد الشخص الميت شيئا مدنسا، تنطلق روح الميت، بعد أن تتحرر من جسدها المادي فتندمج مع قوى الطبيعة. يقوم أغلب اليابانيين عند تعرضهم لأمور متعلقة بالموت بتفويض أنفسهم إلى العقيدة البوذية.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire