نشأ يسوع في بيئة يهودية مغلقة تنتظر قدوم الماشيح، وقبيل البدء بنشاطه اعتمد على يد يوحنا المعمدان،[متى 13/3] حوالي عام 27 وكان عمره ثلاثين عامًا
تقريبًا؛[لوقا 23/3] وقد انطلق في تبشيره من
دعوة المعمدان ذاتها الداعية إلى التوبة،[17] بيد أنه ترك مناطق نهر الأردن واتجه شمالاً حتى استقر في كفر ناحوم، ثم أخذ يطوف قرى الجليل، واليهودية، وجنوب لبنان، ومناطق من الجولان، وشمال الأردن التي كان تعرف باسم المدن
العشر، والخليل إضافة إلى أورشليم ومناطق أخرى.[18]
تركزت تعاليم يسوع بشكل أساسي في أهمية ترك
أمور الجسد والاهتمام بأمور الروح، وشجب بنوع خاص مظاهر الكبرياء والتفاخر البشري،
وحلل بعض محرمات الشريعة اليهودية وجعل بعضها الآخر أكثر
قساوة كالطلاق، وركز أيضًا على دور الإيمان في نيل الخلاص، وعلى
أهمية المحبة.[متى 43/5] وتذكر الأناجيل، بشكل
مفصل للروايات أو بشكل عام، عددًا كبيرًا من الأعاجيب والمعجزات التي اجترحها:
وكان يسوع ينادي ببشارة الملكوت، ويشفي كل ذي مرضٍ وعلّة في الشعب، فذاع
صيته في سوريا كلها، وحمل إليه الناس مرضاهم المعانين من الأمراض والأوجاع على
اختلافها والمسكونين بالشياطين والمصروعين والمشلولين فشافهم جميعًا، وتبعته
جموع كبيرة من مناطق الجليل والمدن العشر وأورشليم اليهودية وما وراء الأردن.
|
وكان يكلم الشعب عادة بالأمثال والقصص
الرمزية مبسطًا لهم أفكارًا معقدة،[19] كذلك تزخر الأناجيل
بالمواقف والأحداث التي واجهته في حياته، لتشكل مصدر عبرة وتعليم لأتباعه؛ وبشكل
عام فإن المعجزات التي ذكرت قصصها بشكل مفصل في الإنجيل هي خمس وثلاثين معجزة،[20] أما عدد الأمثال والقصص
فأربع وثلاثون مثلاً،[21] في حين يبلغ مجموعة
الحوادث مائتان وخمس وخمسون حادثًا؛[22] ويعلن الإنجيل صراحة أن
هذا جزء بسيط من أعمال يسوع لأنه "لو دونت جميع أعماله
واحدة فواجدة لما كان العالم يتسع ما دوّن من كتب".[يوحنا 25/21]
وعيّن يسوع أيضًا اثني عشر تلميذًَا ليلازموه،[مرقس 13/3] وكان هؤلاء الاثني عشر
مختارين من حلقة أكبر كانت تتبعه وتشمل نساءً والرسل السبعين،[لوقا 1/10] بحسب العقيدة المسيحية،
فإن يسوع وإثر نشاط حافل دام ثلاث
سنوات، وخلال تواجده في أورشليم ضمن احتفالات عيد الفصح، قررمجلس اليهود قتله خوفًا من تحوّل
حركته إلى ثورة سياسية تستفز السلطات الرومانية لتدمير الحكم الذاتي الذي يتمتعون
به،[23] وتذكر الأناجيل بشيء من
التفصيل أحداث محاكمة يسوع أمام مجلس اليهود ثم أمام بيلاطس البنطي ومنازعته على الصليب، حيث صلب المسيح خارج المدينة على تل الجلجثةوقد تبعه ليشهد عملية الصلب جمع كثيرا، وبعد
نزاع دام ثلاث ساعات مات المسيح، وقد ترافق موته حوادث غير اعتيادية في الطبيعة.[لوقا 45/23] وقد ودفن على عجل لأن سبت الفصح كان قد اقترب، بحسب الأناجيل أيضًا، قامت
بعض النساء من أتباعه فجر الأحد بزيارة القبر فوجدنه
فارغًا،[لوقا 3/24] بيد أن ملاكًا من السماء
أخبرهنّ أن يسوع قد قام من بين الأموات.[لوقا 6/24] فذهبن وأخبرن التلاميذ بذلك وما لبث أن ظهر لهم مرّات عدة واجترح
عدة عجائب بعد قيامته أكد لهم خلالها قيامته.[يوحنا 25/20]
تعددت النظريات الأخرى حول يسوع، وطرق موته وأسبابها، لكن أغلبية الباحثين
اعتقدوا فعلاً بتاريخية وجوده، والبعض أيضًا آمن بوقوع المعجزات ناسبًا إياها لطرق
معينة من استخدام طاقات العقل البشري،[24] ويعتقد أن ليلة العشاء
الأخير كانت ليلة 3 نيسان 30 وأن القيامة - بالتالي -
تمت فجر 6 نيسان 30.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire